برلين – يُفترض أن يُظهر الدبلوماسيون سلوكًا رصينًا ويتحلّوا بآداب راقية، لكنّ تصرفاتهم في شوارع برلين تُظهر عكس ذلك بشكل متزايد. فقد سُجّلت العام الماضي 18,288 مخالفة مرورية ارتكبتها سيارات دبلوماسية، أي بمعدّل 50 مخالفة في اليوم الواحد.

مخالفات دون عقاب بسبب الحصانة
معظم المخالفات تتعلّق بالوقوف في أماكن غير مخصصة أو تجاوز السرعة، حسب ما أفادت صحيفة تاغسشبيغل. إلا أن سائقي هذه السيارات لا يتعرضون لأي عقوبة بفضل الحصانة الدبلوماسية التي يتمتعون بها، ما يؤدي إلى إغلاق الملفات دون إجراءات قانونية.
السعودية والولايات المتحدة في الصدارة
تصدر سائقو السفارة السعودية القائمة بـ 1,225 مخالفة، تلتها السفارة الأمريكية بـ 1,162 مخالفة. وجاءت بعدها العراق، تركيا وأذربيجان. كما شملت قائمة الدول الأكثر مخالفة قطر، مصر، أوكرانيا، إيطاليا، والإمارات العربية المتحدة.
حوادث وفرار – المشكلة تتفاقم
القلق الأكبر يأتي من حوادث السير التي يتورط فيها دبلوماسيون ويلوذون بالفرار. في عام 2024، سجلت الشرطة 48 حادثًا بمشاركة سيارات تابعة للسفارات، 19 منها تسببت بإصابات، فيما أدى أحدها إلى وفاة شخص. وفي أكثر من نصف هذه الحالات، فرّ السائقون من موقع الحادث.
القانون عاجز والحصانة مستمرة
رغم الزيادة بنسبة 10٪ في عدد المخالفات مقارنة بعام 2024، لا تزال السلطات عاجزة عن اتخاذ أي إجراء فعّال. فالحصانة الدبلوماسية تمنع ملاحقة المخالفين قانونيًا، في حين يتحمّل سكان برلين تبعات هذه التصرفات.
ويبقى الوضع متوترًا، مع تزايد التساؤلات حول كيفية التعامل مع الانتهاكات المتكررة من قبل السلك الدبلوماسي داخل ألمانيا.