هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على واردات الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من يونيو. وفي ظل هذا التصعيد، دعا وزير المالية الألماني لارس كليغبايل، خلال مشاركته في برنامج “التقرير من برلين”، إلى موقف أوروبي موحد وسريع لإيجاد حل مشترك مع الولايات المتحدة.

وأكد كليغبايل أن المفاوضات دخلت مرحلة حاسمة، وشدد على أهمية عدم الرد على الاستفزازات والتركيز بدلاً من ذلك على التوصل إلى اتفاق يخدم مصلحة الطرفين. وأشار إلى لقائه الأخير بوزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في قمة مجموعة السبع في كندا، واصفاً اللقاء بأنه “جيد ويعتمد على الثقة”، رغم أن تهديد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية جاء بعد وقت قصير من الاجتماع.
يرى كليغبايل أن وحدة الاتحاد الأوروبي هي مصدر قوته، مؤكداً أن المحادثات تُدار بشكل مكثف من قبل المفوضية الأوروبية، في حين تتابع الحكومة الألمانية العملية عن كثب. وحذر من أن عدم التوصل إلى حل سريع قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في الأسواق، مشيراً إلى وجود تفاؤل حذر بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
أما من الناحية الاقتصادية، فقد حذّر خبراء من أن تطبيق الرسوم الأمريكية قد يتسبب بخسائر كبيرة للاقتصاد الألماني تصل إلى 200 مليار يورو حتى عام 2028، وقد ترتفع إلى 250 مليار يورو إذا ردت أوروبا بإجراءات مماثلة. ووصفت الخبيرة الاقتصادية مونيكا شنِتسر الضرر المحتمل بأنه يعادل “نصف النمو الاقتصادي المتوقع على الأقل”، محذّرة من حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق.
في سياق آخر، أكد كليغبايل أن الوضع الاقتصادي المتراجع في ألمانيا يتطلب استثمارات سريعة، مشيراً إلى أن الأموال يجب أن تُصرف على تحسين البنية التحتية مثل القطارات والجسور والطرق ورياض الأطفال. وفي الوقت ذاته، شدد على أهمية ضبط الإنفاق وتقليص التكاليف، داعياً إلى عدم الاعتماد فقط على صندوق الاستثمار الخاص البالغ 500 مليار يورو.
ورداً على انتقادات حزب الخضر بشأن ما وصفوه بـ”التحايل في الموازنة”، رفض كليغبايل هذه الاتهامات، داعياً الجميع إلى انتظار تقديم الموازنة الرسمية.