أعلن وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، عن استعداد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على روسيا ردًا على الهجمات الجوية المكثفة الأخيرة التي شنتها موسكو على أوكرانيا. وقال الوزير في برنامج “التقرير من برلين” إن روسيا “تدوس على حقوق الإنسان” وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى للسلام بل “يريد استمرار الحرب”، ما يستوجب ردًا حازمًا من المجتمع الدولي.
عقوبات جديدة قيد التحضير
وأكد فاديفول أن الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، يحضر حزمة عقوبات واسعة ضد روسيا، ستُسبب “ألمًا ماليًا” لموسكو. ومع ذلك، أشار إلى أن أوكرانيا ما زالت مستعدة للتفاوض، مشيدًا بعملية تبادل الأسرى الأخيرة التي وصفها بأنها “خطوة صغيرة لكنها إيجابية”.
الهجمات الروسية الأخيرة تُعد، من حيث الحجم، الأشد حتى الآن، حيث استخدمت روسيا نحو 300 طائرة مسيرة و70 صاروخًا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وفقًا للمصادر الأوكرانية.
الوضع في غزة “لا يُطاق”
وفيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، وصف فاديفول الحالة في قطاع غزة بأنها “غير مقبولة” وأكد أن ألمانيا تجد نفسها أمام معضلة أخلاقية. فهي من جهة تؤكد التزامها بأمن دولة إسرائيل، ومن جهة أخرى لا يمكنها تجاهل معاناة المدنيين الفلسطينيين.

وشدد على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية بشكل سريع وفعّال، وقال إن ألمانيا ترفض “الترحيل من غزة” وتؤمن بأن غزة والضفة الغربية يجب أن تكونا جزءًا من دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين.
وأكد أن برلين تبعث برسائل واضحة للحكومة الإسرائيلية حول ضرورة احترام الحدود الإنسانية، رغم أن الخطوات المتخذة حتى الآن كانت “قليلة ومتأخرة”.
رفض معاداة السامية وحماية الجاليات اليهودية
أعرب فاديفول عن قلقه إزاء الهجمات المعادية للسامية، وخاصة بعد الهجوم القاتل على موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، مؤكدًا أن “لا مكان لمعاداة السامية في أي مكان من العالم”. كما شدد على مسؤولية ألمانيا التاريخية في حماية اليهود، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني عدم انتقاد إسرائيل: “محاربة معاداة السامية لا تعني منع انتقاد الحكومة الإسرائيلية أو حربها.”